ماهو مستوى الأمان في تركيا؟ هذا سؤال غير متوقع أليس كذلك؟ و ذلك لأن تركيا مرتبطة دائماً بفكرة الرفاهية، و الراحة، و حسن الضيافة و الفنادق الفاخرة مع المناظر الطبيعية الخلابة. و مع هذا، قد يرغب مشترو العقارات في تركيا بأخذ فكرة أكبر عن الحياة اليومية و مستوى الأمان.
لدى كل منا مفاهيم مختلفة حول كلمات " الخطر" و " الأمان". في هذا المقال سنتحدث بشكل عام عن مستوى الأمان في تركيا، كيفية تعامل الأتراك مع جيرانهم الأجانب، و هل من الخطر التجول لوحدك في المدينة، و هل ستكون الشرطة التركية قادرة على حمايتك؟ دعونا نأخذ مدينة أنطاليا كمثال للتحدث عن كل هذا.
الحياة اليومية لأي أجنبي انتقل للعيش في مدينة جديدة، تتركز على التواصل مع الجيران، و الذهاب إلى المتاجر، و الصيدليات و المقاهي، و استخدام المواصلات العامة. كيف يكون تعامل الجيران الأتراك؟ الأتراك مثل أي شخص آخر من أي جنسية: باختصار..مختلفين، و لكن بشكل عام هم ودودون و هادئون. سيرحبون بك عند ملاقتك، مبتسمين لك و أبوابهم مفتوحة. سيكونون مسرورين بالتحدث معك، و لكنهم في نفس الوقت سيكونوا يقظين لمعرفة نواياك. و إن كنت ترغب باختصار الحديث معهم عبر الابتسام لهم و الترحيب بهم فيمكنك فعل ذلك. و لكن عليك أن تعلم أنه عند الضرورة سيكون جارك التركي جاهزاً لمساعدتك.
يترك الأتراك عربات أطفالهم ومظلاتهم وألعابهم وأحذيتهم في الممرات أمام أبواب شققهم وفي الأماكن العامة دون أي خوف، حيث أن السرقة بين الجيران أقرب إلى المستحيل. إذا تذكرت يوماً ما أثناء السباحة في المسبح داخل المجمع الخاص بك أنك نسيت إيقاف تشغيل المكواة و توجب عليك العودة إلى المنزل، فكن على ثقة أنه عند عودتك ستجد هاتفك و منشفتك و كتابك سليمين. لن يفكر أي أحد في سرقة أشياءك الخاصة. لكن بالطبع لا تترك شقتك مفتوحة، و لا تبقي حقيبتك و محفظتك مفتوحتان على مرأى الجميع، خاصة في فصل الصيف، عندما يتدفق الكثير من الغرباء لقضاء العطلات. الحذر و التعقل مطلوبان دائماً.
يمكن لأطفالك اللعب في الحديقة أو الذهاب إلى منزل أصدقائه براحة. تعامل الأتراك مع الأطفال لطيف و ودود. من الشائع جداً أن يميل شخص غريب إلى طفلك و أن يعطيه الحلوى أو يلعب معه. ليس هناك أي حقد في التعامل مع الأطفال. إذا كان طفلك يصرخ فجأة على الشاطئ بسبب شيء ما، فإن كل أولئك الذين يستريحون بالقرب منك أو يمرون بالقرب منك سوف يندافعون لتهدئته.
حتى المراهقون المعروف عنهم أنهم يحملون دائماً شيء من المشاغبة و الخطر هم غير مؤذيين في تركيا، و إذا تعاملت معهم بصرامة فسيرتبكون و يبدأون بالاعتذار. ربما يكون هذا بسبب عدم اعتياد المراهقين على شرب الكحول، حتى الجعة (التي تعتبر في البلدان الأخرى مظهراً من مظاهر البلوغ). يجتمع المراهقون عادةً على الشاطئ أو في منطقة التنزه. و يلعبون الكرة الطائرة أو كرة القدم و يغنون على الجيتار و يتواصلون مع الآخرين دون الحاجة إلى أي منشطات. إذا رأيت زوجين يقبلان بعضهما البعض، فمن المرجح أنهما من الأجانب. الحد الأقصى لأي صبي تركي أن يتحمله في مكان عام هو أن يعانق الفتاة أو يمسك بيدها.
تشعر النساء براحة أثناء تجولهن في الشوارع و المقاهي و على الشاطئ. حتى لو كانوا يتجولون المساء على طول خط الكورنيش، يمكنهن الركض ببدلة رياضة ضيقة دون أن يتحرش بهن أي أحد. بالطبع الرجال يحبون النساء الجميلات، و سيكونوا سعداء لإظهار بعض الانتباه لك، و لكن لن يتعدى الأمر هذا الحد! إذا أوضحت لهم أنك لست مهتمة، فلن يصر أحد على ذلك، ضبط النفس مهم، و هذه هي الطريقة الوحيدة التي تحدي بها مثل هذه المواقف.
سيارات الأجرة و المواصلا العامة آمنة 100% في أي وقت خلال اليوم. السفر بالحافلات لمسافات طويلة هو قصة مختلفة تماماً. ربما تكون هذه هي الطريقة الأكثر شيوعا و ملاءمة للسفر في تركيا: في حافلات مريحة ومكيفة، حيث سيساعدك المضيفون الذين يرتدون قمصانا بيضاء اللون في حمل أمتعتك، ويعاملونك بالقهوة المجانية ويصبحون أكثر المساعدين إخلاصا أثناء رحلتك. بالمناسبة، سيكشف رفاقك الركاب أيضا عن الود والرغبة في المساعدة. عند السفر بهذه الطريقة، ستشعر بالراحة والأمان كما لو كنت تسافر مع الأصدقاء القدامى.